
تشهد المنطقة تحولاً جذرياً في موازين القوى، حيث تتجه التوافقات الإقليمية والدولية نحو إنهاء نموذج الإسلام السياسي الذي هيمن لعقود، لتحل محله تحالفات أمنية واقتصادية جديدة تترجمها اتفاقيات إبراهام.
المرحلة الأولى: إنهاء نموذج المقاومة المسلحة
يتم العمل على إغلاق ملف حماس كأبرز تمثيل للإسلام السياسي المقاوم، عبر إعادة هيكلة المشهد في غزة تحت إدارة السلطة الفلسطينية أو هيئات مدنية انتقالية، مقابل حزمة إعمار شاملة ودمج في المسار الاقتصادي الإقليمي.
المرحلة الثانية: تقويض النفوذ الإيراني
تواجه إيران ضغوطاً غير مسبوقة تهدف إما إلى إضعاف نظامها أو تغييره جذرياً. ويتم التركيز على تفكيك أذرعها:
- في العراق: تحييد الحشد الشعبي
- في اليمن: إنهاء سيطرة الحوثيين على باب المندب
- في لبنان: نزع سلاح حزب الله
كل ذلك يجري ضمن تحالف دولي وإقليمي واضح المعالم.
المرحلة الثالثة: تحييد النموذج التركي
بعد احتواء المد الإيراني، تنتقل الخطة إلى تركيا حيث يجري العمل على إضعاف نموذج حزب العدالة والتنمية، والاستعداد لمرحلة ما بعد أردوغان عبر تعظيم الانقسامات الداخلية، وربط تركيا بمعادلات إقليمية جديدة تتفوق فيها الاعتبارات الاقتصادية على الأيديولوجية.
سوريا: نهاية الدور الوظيفي
لم يعد هناك حاجة للنظام السوري كواجهة متطرفة في مواجهة إيران، حيث انتقلت آليات الضبط الإقليمي إلى القوى الدولية، وأصبح التركيز على إعادة رسم التوازنات في شمال وجنوب سوريا دون الحاجة لحكومة مركزية قوية.
الخلاصة: من الأيديولوجيا إلى الاقتصاد
الهدف النهائي هو شرق أوسط جديد تُحل فيه اتفاقيات التعاون الأمني والاقتصادي “اتفاقيات إبراهام” محل الإسلام السياسي كإطار جامع، في تحول تاريخي يعيد تعريف مستقبل المنطقة.